انسحاب موريتانيا من كأس إفريقيا للأمم 2012

في خطوة جاءت كمفاجأة كبيرة لعشاق كرة القدم، انسحبت موريتانيا الأربعاء 12 غشت من كأس إفريقيا للأمم 2012.

رئيس الاتحادية الموريتانية لكرة القدم محمد سالم ولد بوخريص افتتح المؤتمر الصحفي في نواكشوط بالقول "اليوم اجتمعت اللجنة المسيرة للاتحادية لتقييم مدى استعداد المنتخب الوطني لكأس إفريقيا للأمم 2012، التي ستجرى مباراتها الأولى في 4 سبتمبر بنواكشوط أمام بوركينا فاسو".

ثم أعلن "بالنظر إلى كافة الظروف في أدق التفاصيل، قررنا الانسحاب باعتبار أن منتخبنا الوطني غير مستعد لهذه المنافسة".

ولد بوخريص الذي كان محاطا بأعضاء اتحادية كرة القدم والمدير الوطني للرياضة مبوج أمادو عثمان أضاف أنه تم إشعار الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم بالقرار.

وردا على أسئلة حول توقيت الإعلان أي أسبوعين قبل المباراة الأولى، أجاب الرئيس أن القرار اتخذ بعد دراسة دقيقة:

"من الواضح للجميع اليوم أن فريقنا يضم لاعبين محليين فقط كانوا يستعدون خلال الأشهر الثلاث الأخيرة وهذا غير كاف. كما أن بعض لاعبينا في الخارج يواجهون مشاكل إدارية وبالتالي لا يمكننا الاعتماد عليهم".

ويبدو أن المال كان مسؤولا جزئيا عن هذا القرار.

وأوضح بوخريص "التمويل لم يصل بعد لأن الميزانية التي رصدتها الحكومة ليست جاهزة بعد والرعاة لم يسلموا بعد مساهماتهم. لكل هذه الأسباب، قررنا الانسحاب".

البعض يتساءل إن لم يكن التعادل السلبي في مباراة فلسطين الودية دافعا للانسحاب. وقال رئيس الاتحادية إنه لكونها مباراة ودية كما هو الشأن بالنسبة للمباراتين الأخرتين في السنغال، فالنتيجة لا تأثير لها على القرار.

بوخريص أكد أن الخروج من كأس إفريقيا لا يعني نهاية كرة القدم الموريتانية، لكنها ستكون فرصة للاتحادية لتبدأ من جديد.

وقال "سنركز على عملنا في أدنى المستويات لنبني فرقاً وطنية قوية وتنافسية. هذا ما نحتاجه اليوم".

قوانين الفيفا واضحة، على الاتحادية دفع غرامة 5600 دولار.

وفي تعليقه على خيبة المرابطين ومشجعيهم، قال إن المسؤولين عن الاتحادية يشعرون بدورهم بالخيبة لكن هذا لا يعني نهاية كرة القدم في البلاد.

وقال "هناك منافسات قارية أخرى ستمنحنا فرصة للعب والتدريب".

أحد الصحفيين تساءل عن احتمال استقالة أعضاء اللجنة المسيرة للاتحادية نتيجة لهذا الانسحاب المتأخر.

ورد بوخريص "لو حدث هذا في كل مرة تطرأ فيها مشكلة، فإن الاتحادية ستستقيل كل ثلاثة أشهر".

ومن جانبه قال مدير الرياضة الوطنية مبوج أمادو عثمان إن وزارته كانت على علم بقرار الاتحادية وإنها ستؤيدها في خططها المستقبلية.

ونفى إشاعات عن مشاكل بين الاتحادية والوزارة "نحن نعمل بالشراكة مع الاتحادية".

ومع اختتام المؤتمر، طلب الرئيس من الصحفيين مساعدة الاتحادية على توصيل رسالتها لأسرة كرة القدم "نود أن نعتذر لكل من وضع ثقته في الفريق الوطني".

لكن يصعب قبول قرار الاتحادية بالنسبة للاعبين والمشجعين.

مصطفى صال مدرب المنتخب الوطني الموريتاني قال "أعتقد أنها كارثة حقيقية للرياضة. ببساطة إنه غير مفهوم، من جانبي لا أستطيع استيعابه ولا يمكنني شرحه للاعبين. على الاتحادية أن تتحمل مسؤوليتها".

موسى ولد خيري رئيس نادي تفرغ زينة وعوض اللجنة المسيرة للاتحادية الموريتانية لكرة القدم قال إن مصداقية الاتحادية وكرة القدم الموريتانية كلها على المحك. ومع ذلك يؤيد الخطوة لأن مشاكل التمويل لم تترك خيارا آخر للجنة.



وقال ولد خيري "الأموال لم تصل. هذا واضح للجميع. علينا ألا نخفي وجوهنا فقط لأن الحكومة لم تلتزم".

مسؤول في ناد آخر يتفق مع رئيس تفرغ زينة بأن الخطوة صائبة.

ميي ولد عبد الله أمين المالي في نادي لكصر قال "أعتقد أنه قرار حكيم للاتحادية، لأنه اليوم ورغم رغبتهم في النجاح لا يمكن للاعبين المحليين أن يكونوا في مستوى فرق من قبيل بوركينا فاسو أو ناميبيا أو غامبيا".

وأضاف مسؤول لكصر "على الاتحادية استغلال هذا الوقت للتركيز على عملها مع الفرق الشابة بفتح آفاق جديدة بغية تكوين لاعبين محترفين. سلامة كرة قدمنا تعتمد على ذلك".